جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جعفر عبد الكريم الخابوري

مجلة جعفر الخابوري الاسبوعي رئيس التحرير جعفر الخابوري
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مجلة جمهورية مصر العربية الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 251
تاريخ التسجيل : 26/12/2023

مجلة جمهورية مصر العربية الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Empty
مُساهمةموضوع: مجلة جمهورية مصر العربية الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري    مجلة جمهورية مصر العربية الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Emptyالإثنين يناير 22, 2024 8:16 pm

مُوحَا والوسادة العجيبة:
حكاية من التراث المغربي:

سمعت أن للحكايات بستان، قصدته وطلبت الأمان، لكل حكاية معناها لكم قطفت أحلاها، وعدت إليكم أحكيها، وفي قلوبكم أخفيها، فليس أحب على الآذان من قول كان ياما كان.
الراوي : كان ياما كان، في قديم الزمان، لايحلو الكلام إلا بذكر العزيز الرحمان 
قديما في أرض المغرب الأقصى، حيث العجائب والغرائب لا تعد ولا تحصى، وفي مدينة في الجنوب إسمها رودانة عاش ولد يتيم اسمه موحا، في بيت صغير من طين وكان من قبل يعيش في بيت فاره يأسر العين، لكن كسله وخموله جعله يبيع أثاث البيت قطعة قطعة، ولم يُبقِ فيه كأسا ولا شمعة إلا سريرا ووسادة لأنه والنوم صديقان لا يفترقان وكان والده قد اخبره قبل موته بأن الوسادة عجيبة، لكنه لم يخبره ما العجب أما موحا فلم يهتم بذلك، ولا بما كان يقصد أبوه.
ومع الأيام، اشتد الحال على موحا ولم يجد شيئا يبيعه ففكر في بيع السرير والوسادة وقال: - إذا بعت السرير والوسادة فماذا أبيع بعدهما.؟
الراوي (حقا ماذا يبيع يا سادة بعد السرير والوسادة؟؟ ولكن ما رأيكم يا صغاري أن موحا قد اهتدى للحل ولعل الحل يرضيكم ! )
العمل نعم العمل خرج موحا للعمل لأول مرة في حياته نعم لأن العمل لم يكن من صفاته.
خرج مع جار له يعمل مرمما ليساعده في عمله ويتعلم منه الحرفة، وقضى معه نهارَه، يجول هنا وهناك إلى أن دعاهما رجل ليصلحا له دارَه. فاشتغل طوال النهار ثم عاد إلى الدار، جوعان، تعب ونعسان، فاستلقى على سريره بعدما شكر الرحمان. وغط في نوم عميق لا يسمع له شخير ولا شهيق، ولأنه كان جوعانا فقد رأى في منامه بستانا ، زينته ألوان الثمار وتوسطته مائدة طويلة تضيئها قناديل جميلة، وعليها أطباق عديدة، لحم مشوي وأصناف جديدة فأكل حتى شبع وشرب حتى ارتوى واستلقى وسط البستان.
في الصباح، استيقظ موحا وانتبه، ففي فمه قضمة وفي يده عظمة، وشعر بثقل وتخمة. فحار في أمره، لكنه تذكر قول أبيه عن الوسادة وأدرك السر.
(الراوي : حمد لله على سلامتك، أدركت سر وسادتك).
وفهم أن الوسادة ستجود عليه بما اشتهى إن عمل بجد في نهاره ولو تلميذا لجاره. فخرج إلى العمل فرحا مسرورا وظل يطوف الدروب طوال النهار وحده بحثا عن دار ترمم، فناداه شيخ مسن معمم، حتى يصلح له داره، فلما دخل البيت وجده بيتا خربا مشقلبا مضطربا ووجد أمامه غرفة، فقال الشيخ :
- للغرفة دعوتك، السرير تهشم والحائط تهدم.
لم يفهم موحا كلامه ودخل الغرفة.
(الراوي : ماذا رأى في الغرفة ؟ أأخبركم الآن أم الغد؟
حسنا لا تقلقوا سأخبركم. نعود ونكمل، حكاية لاتكتمل إلا بإصغاء الأحباب ولهفة الألباب، فكما طرحت السؤال سأعطي الآن الجواب).
رأى موحا فتاة وقد انكفأ سريرها، وكانت توليه ظهرها فاقترب ونظر إليه وقال : - كيف تنامين على هكذا سرير؟ الارض خير منه بفرشة حصير. فقال الشيخ هي ابنتي خَضْرَة وهي كسيحة - بها شلل ـ سريرها حصيرها واليوم هاهو قد انكسر. فهل تستطيع إصلاحه ؟ أم لا مفر من القدر ؟
كانت خَضْرة فتاة جميلة طيبة، وهي ابنة الشيخ الوحيدة، لكن المسكينة ولدت كسيحة ، تلاعب أقرانها كأنها صحيحة، رضيت بما اختاره القدر ولم تحسد أبدا أحد.
اقترب موحا من الفتاة فإذا بها أجمل من البدر، عيناها عسل مصفى وشعرها أسود طويل به خصلة صغيرة ولولا لباسها المرقع لظنها أميرة، فأسر موحا بجمالها رغم أنها كسيحة لا تتحرك، ووقع في حبها فأصلح السرير ولم يأخذ عليه أجرا فشكره الشيخ ثم انصرف.
عاد موحا إلى داره محمولا على بساط من ريح، فالفتاة الكسيحة قد شغلته بجمالها ورق قلبه لحالها، وتمنى لو يستطيع مساعدتها وشفاءها.
ولأنه عاد تعبا في جوف الليل فقد استلقى على سريره وغط في نوم عميق لا يسمع له شخير ولا شهيق. ولشدة انبهاره بخضْرة فقد رآها في منامه كسيحة حزينة ! تحاول الوقوف فتسقط المسكينة. فتمنى لو يعرف لدائها دواء.
فرأى بين جبلين بستانا، به ثمار وزهور وزغفران زهرة زعفرانة تشمها خضرة لتقف على قدميها وتشفى من علتها. فرح موحا لأنه عرف الدواء لكن المكان كان بعيدا، قد يدركه الصباح ولا يصل، فاستيقظ بعد ما عرف الطريق.
حل يوم جديد ومع بزوغ فجره، أسرع موحا لبيت الشيخ ليس لطلب أجره، لكن ليسوق الخبر. فمن شدة فرحه لم ينتظر حتى طلوع الشمس.
فرح الشيخ بالخبر وفرحت خضرة فقال : إن شفيت ابنتي فسأجعلها لك عروسا، ومهرها دواؤها، لا اطلب فلوسا.
وذاك ما تمنى موحا، أن يتزوج من عروس بجمال خضرة وطيبتها.
فجلس بجانبها يحادثها وتحادثه في انتظار الليل ليعود لداره فينام ويحضر الزعفرانة.
ما إن أظلمت السماء وانقطع منها الضياء، حتى هرول موحا لداره، واستلقى طلبا للنوم. لكنه شعر أن الوسادة قد خشن ثوبها وتصلبت حشوتها وأدرك أنه لم يتعب اليوم في نهاره لتجود عليه في ليله وبسرعة أخذت الوسادة تتصلب وتنكمش، ثم تبعثرت أشلاء أمامه، فذهل موحا لما رأى وقال : ما العمل الآن ما العمل ؟ الشيخ وعدته بالدواء وسقيت خَضرة الأمل !
فحار في الأمر وبدأ يتسلل إليه اليأس والإحباط ولكنه استجمع نفسه وقرر أن يخرج بحثا عن الزعفرانة فقد عرف الطريق في نومه. ولكي لا يتبعه أحد، انسل خلسة عن قومه.
فجاز نهرا ونهرا وسهلا فسهلا إلى أن وصل إلى بستان بين جبلين فاستأذن فأُذن له.
فوجد فيه شيخا يسقي بستان الزعفران فقص عليه قصته، فوجد أن الشيخ كان في انتظاره فقال :
- إسمع يا موحا… لو أنك جئت البستان في منامك لأخذت الزعفرانة بلا تعب ولتزوجت خضرة أيضا بلا تعب. لكن ذلك سوف لن يدوم، فما تكسبه بيسر تفقده بيسر. أما الآن وقد قطعت كل هذه الطريق من أجل الزعفرانة لتُشفي خَضْرة وتصبح سعيدة فرحانة، فإنها بهذا ستستحقك كما أنك تستحقها.
فناوله الشيخ الزعفرانة بعدما دعا له بالتوفيق ودله على أقصر طريق.
(الراوي : هل فهم موحا الكلام يا سادة ؟ وتعلم من درس الوسادة ؟) ومن لا يتعلم، من شيخ معمم ؟
عاد موحا لقريته وفرح الشيخ بطلته بعدما طالت غيبته، واستنشقت خضرة عطر الزعفرانة فسرت الروح في أوصالها وحركت أطرافها فقالت بغبطة فرحانة : أأمشي وصارت لي قدم ؟ أحق أم هذا حلم ؟ فشكرت الله بعدما تلألأت دموع الفرحة في عينيها العسليتين ووعدت موحا أن تكون له زوجة مخلصة. أما موحا فشعر بداخله بسعادة عظيمة، فرحة لأن خضرة وقفت على قدميها وفرحة لأنه قام بعمل كبير. وتعلم من الوسادة أن العمل والكد هو ما يجعل لما نحصل عليه قيمة.
فعاش مع عروسه حياة سعيدة لا يُكَدر لهما صفاء ولا تُحاك لهما مكيدة.. ووصلنا إلى النهاية وانتهت الحكاية وجالت وادا وواد، وبلادا وبلاد، يحكيها الأجداد للصبية والأحفاد.
 
و دمتم في رعاية الرحمن. 💜
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fhggjgfgh000.ahlamontada.com
 
مجلة جمهورية مصر العربية الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجلة جمهورية مصر العربية الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» مجلة جمهورية مصر العربية الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» مجلة جمهورية مصر العربية الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» مجلة جمهورية مصر العربية الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» مجلة جمهورية مصر العربية الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جعفر عبد الكريم الخابوري :: جعفر عبد الكريم الخابوري-
انتقل الى: