ملائكةٌ بِيْضُ الوُجُوهِ كِرَامُ فَشِبْتُ وَإِنّي صَادِقٌ لَغُلاَمُ كأنَّ عليَّ الطَّيِّبَاتِ حَرَامُ ومالي إلى الصَّبْرِ الجميلِ مَرَامُ وفي القلبِ منهم لَوْعَةٌ وَسِقَامُ (1)
روي عن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله تعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فضائل لا يحصي عددها غيره ، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين ، ومن كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ، ومن نظر إلى كتابة في فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر ، ثمَّ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : النظر إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عبادة ، وذكره عبادة ، ولا يُقبل إيمان عبد إلاَّ بولايته والبراءة من أعدائه (2). وروى الخوارزمي بإسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لو أن الرياض أقلام ، والبحر مداد ، والجنّ حُسَّاب ، والإنس كُتَّاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب (3). وفي الأمالي للشيخ الصدوق عليه الرحمة : روي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جاءه رجل فقال : يا رسول الله ، أما رأيت فلاناً ركب البحر ببضاعة يسيرة ، وخرج إلى 1 ـ تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 14/260. 2 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 38/196. 3 ـ المناقب ، الخوارزمي : 32 ح 1. (497) الصين فأسرع الكرَّة ، وأعظم الغنيمة حتى قد حسده أهل ودّه ، وأوسع قراباته وجيرانه ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن مال الدنيا كلّما ازداد كثرة وعظماً ازداد صاحبه بلاء ، فلا تغتبطوا أصحاب الأموال إلاَّ بمن جاد بماله في سبيل الله ، ولكن ألا أخبركم بمن هو أقلّ من صاحبكم بضاعة ، وأسرع منه كرّة ، وأعظم منه غنيمة ، وما أعدَّ له من الخيرات محفوظ له في خزائن عرش الرحمان ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : انظروا إلى هذا المقبل إليكم ، فنظرنا فإذا رجل من الأنصار رثّ الهيئة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن هذا لقد صعد له في هذا اليوم إلى العلوّ من الخيرات والطاعات ما لو قسم على جميع أهل السماوات والأرض لكان نصيب أقلّهم منهم غفران ذنوبه ووجوب الجنة له ، قالوا : بماذا يا رسول الله ؟ فقال : سلوه يخبركم عمَّا صنع في هذا اليوم. فأقبل عليه أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقالوا له : هنيئاً لك ما بشَّرك به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فماذا صنعت في يومك هذا حتى كُتب لك ما كُتب ؟ فقال الرجل : ما أعلم أني صنعت شيئاً غير أني خرجت من بيتي ، وأردت حاجة كنت أبطأت عنها ، فخشيت أن تكون فاتتني ، فقلت في نفسي : لأعتاضنَّ منها بالنظر إلى وجه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : النظر إلى وجه عليٍّ عبادة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إي والله ، عبادة وأيُّ عبادة ، إنك ـ يا عبدالله ـ ذهبت تبتغي أن تكتسب ديناراً لقوت عيالك ففاتك ذلك ، فاعتضت منه بالنظر إلى وجه عليٍّ ، وأنت له محبّ ، ولفضله معتقد ، وذلك خير لك من أن لو كانت الدنيا كلّها لك ذهبة حمراء فأنفقتها في سبيل الله ، ولتشفعن بعدد كل نفس تنفَّسته في مصيرك إليه في ألف رقبة ، يعتقهم الله من النار بشفاعتك (1). وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) 1 ـ الأمالي ، الصدوق : 444 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 38/199. (498) يقول : ما قوم اجتمعوا يذكرون فضل علي بن أبي طالب إلاَّ هبطت عليهم ملائكة السماء حتى تحفَّ بهم ، فإذا تفرَّقوا عرجت الملائكة إلى السماء ، فيقول لهم الملائكة : إنا نشمُّ من رائحتكم ما لا نشمُّه من الملائكة ، فلم نر رائحة أطيب منها ، فيقولون : كنّا عند قوم يذكرون محمداً وأهل بيته ، فعلق فينا من ريحهم فتعطَّرنا ، فيقولون : اهبطوا بنا إليهم ، فيقولون : تفرَّقوا ومضى كل واحد منهم إلى منزله ، فيقولون : اهبطوا بنا حتى نتعطَّر بذلك المكان. وعن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : زيِّنوا مجالسكم بذكر علي ابن أبي طالب ، ومن مناقب ابن المغازلي عن عائشة قالت : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ذكر عليٍّ عبادة (1). وروي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : إن الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض فاختارنا ، واختار لنا شيعة ينصروننا ، ويفرحون لفرحنا ، ويحزنون لحزننا ، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا ، أولئك منّا وإلينا (2). وفي الكافي عن عبّاد بن كثير ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إني مررت بقاصّ يقصُّ وهو يقول : هذا المجلس الذي لا يشقى به جليس ، قال : فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : هيهات هيهات ، أخطأت أستاههم الحفرة ، إن لله ملائكة سيَّاحين سوى الكرام الكاتبين ، فإذا مرّوا بقوم يذكرون محمداً وآل محمد ( عليهم السلام ) فقالوا : قفوا فقد أصبتم حاجتكم ، فيجلسون فيتفقَّهون معهم ، فإذا قاموا عادوا مرضاهم ، وشهدوا جنائزهم ، وتعاهدوا غائبهم ، فذلك المجلس الذي لا يشقى به جليس. وعن علي بن أبي حمزة قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : شيعتنا الرحماء بينهم ، الذين إذا خلوا ذكروا الله ، إنّا إذا ذُكرنا ذُكر الله ، وإذا ذُكر عدوُّنا ذُكر 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 38/199. 2 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/287 ح 26 عن الخصال. (499) الشيطان. وعن يزيد بن عبد الملك ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : تزاوروا فإن في زيارتكم إحياءً لقلوبكم ، وذكراً لأحاديثنا ، وأحاديثنا تعطِّف بعضكم على بعض ، فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم ، وإن تركتموها ضللتم وهلكتم ، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم. وعن المستورد النخعي ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن من الملائكة الذين في السماء ليطّلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : فتقول : أما ترون إلى هؤلاء في قلّتهم وكثرة عدوِّهم يصفون فضل آل محمد ؟ قال : فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم. وعن ميسر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال لي : أتخلون وتتحدَّثون وتقولون ما شئتم ؟ فقلت : إي والله ، إنّا لنخلو ونتحدَّث ونقول ما شئنا ، فقال : أما والله لوددت أنّي معكم في بعض تلك المواطن ، أما والله إني لأحبُّ ريحكم وأرواحكم ، وإنكم على دين الله ودين ملائكته ، فأعينوا بورع واجتهاد. وعن أبي المغرا قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض ، وقال : وإن المؤمنيَنِ يلتقيان فيذكران الله ، ثمَّ يذكران فضلنا أهل البيت ، فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلاّ تخدَّد ، حتى إن روحه لتستغيث من شدّة ما تجد من الألم ، فتحسّ ملائكة السماء وخزّان الجنان فيلعنونه ، حتى لا يبقى ملك مقرَّب إلاَّ لعنه ، فيقع خاسئاً حسيراً مدحوراً (1). وعن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه قال : قال الرضا ( عليه السلام ) : من تذكَّر 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 71/258 ـ 263. (500) مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب. وعن بكر بن محمد ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : سمعته يقول لخيثمة : يا خيثمة ، أقرأ موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى الله العظيم عزَّ وجلَّ ، وأن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم ، فإن لقياهم حياة أمرنا ، قال : ثمَّ رفع يده ( عليه السلام ) فقال : رحم الله امرءاً أحيى أمرنا. وعن المفيد ، عن جميل بن درّاج ، عن معتب مولى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول لداود بن سرحان : يا داود ، أبلغ مواليَّ عنّي السلام ، وأني أقول : رحم الله عبداً اجتمع مع آخر فتذاكر أمرنا ، فإن ثالثهما ملك يستغفر لهما ، وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلاَّ باهى الله تعالى بهما الملائكة ، فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ، فإن في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا ، وخير الناس مِنْ بعدنا مَنْ ذَاكرَ بأمرنا ودعا إلى ذكرنا. وروي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : تلاقوا وتحادثوا العلم ، فإن بالحديث تجلى القلوب الرائنة ، وبالحديث إحياءُ أمرنا ، فرحم الله من أحيى أمرنا (1). وعن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) يقول : رحم الله عبداً أحيى أمرنا ، فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟ قال : يتعلَّم علومنا ويعلِّمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا ، قال : قلت : يا ابن رسول الله ، فقد روي لنا عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنه قال : من تعلَّم علماً ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار. فقال ( عليه السلام ) : صدق جدّي ( عليه السلام ) ، أفتدري من السفهاء ؟ فقلت : لا يا ابن رسول الله ، قال : هم قصّاص مخالفينا ، وتدري من العلماء ؟ فقلت : لا يا ابن رسول الله ، 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 1/200 ـ 202. (501) فقال : هم علماء آل محمد ( عليهم السلام ) ، الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودّتهم ، ثمَّ قال : وتدري ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟ قلت : لا ، قال : يعني والله بذلك ادّعاء الإمامة بغير حقّها ، ومن فعل ذلك فهو في النار (1). وعن خيثمة الجعفي قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) وأنا أريد الشخوص فقال : أبلغ موالينا السلام ، وأوصهم بتقوى الله ، وأن يعود غنيُّهم فقيرَهم ، وقويُّهم ضعيفَهم ، وأن يعود صحيحُهم مريضَهم ، وأن يشهد حيُّهم جنازةَ ميِّتهم ، وأن يتلاقوا في بيوتهم ، وإن لقاء بعضِهم بعضاً حياة لأمرنا ، رحم الله عبداً أحيى أمرنا ، يا خيثمة! إنّا لا نُغني عنكم من الله شيئاً إلاَّ بالعمل ، إن ولايتنا لا تنال إلاَّ بالورع ، وإن أشدَّ الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثمَّ خالفه إلى غيره (2). وعن الأزدي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال لفضيل : تجلسون وتحدَّثون ؟ قال : نعم جعلت فداك ، قال : إن تلك المجالس أحبُّها فأحيوا أمرنا يا فضيل! فرحم الله من أحيى أمرنا ، يا فضيل! من ذكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر (3). ولله درّ من قال :
إليكم وإلاَّ لا تُشَدُّ الرَّكَائِبُ وفيكم وإلاَّ فالحديثُ مُزَخْرَفٌ
قال العلامة المجلسي عليه الرحمة : رأيت في بعض تأليفات بعض الثقات من المعاصرين : روي أنه لمَّا أخبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ابنته فاطمة ( عليها السلام ) بقتل ولدها الحسين ( عليه السلام ) 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 2/30. 2 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 68/187 عن بشارة المصطفى ( صلى الله عليه وآله ). 3 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/282 ح 14. (502) وما يجري عليه من المحن بكت فاطمة بكاء شديداً ، وقالت : يا أبتِ! متى يكون ذلك ؟ قال : في زمان خال منّي ومنك ومن علي ، فاشتدَّ بكاؤها وقالت : يا أبت! فمن يبكي عليه ؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له ؟ فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : يا فاطمة! إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي ، ويجدِّدون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة ، فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال ، وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة ، يا فاطمة! كل عين باكية يوم القيامة إلاَّ عين بكت على مصاب الحسين ، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة (1). ولله درّ السيد جعفر الحلي عليه الرحمة إذ يقول :
بِقَتْلِهِ فَاحَ للإِسلامِ نَشْرُ هُدَىً نفسي الفِدَاءُ لِفَادً شَرْعَ وَالِدهِ فَإِنْ تَجِدْ ضاحكاً منّا فَلاَ عَجَبٌ في كُلِّ عام لنا بالعَشْرِ وَاعِيَةٌ وَكُلُّ مُسْلِمَة تِرمي بِزِيْنَتِهَا يَا ميِّتاً تَرَكَ الألبابَ حَائِرَةً وَيْلٌ لهم مَا اهتدوا منه بِمَوْعِظَة
ومما روي من الحديث الشريف في حثّ أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) شيعتهم على البكاء على الحسين ( عليه السلام ) ما روي عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كل الجزع والبكاء مكروه ، سوى الجزع والبكاء على الحسين ( عليه السلام ) (3) وفي رواية 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/292 ح 37. 2 ـ رياض المدح والرثاء ، الشيخ حسين القديحي : 232. 3 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/280 ح 9 عن أمالي المفيد عليه الرحمة. (503) أخرى قال ( عليه السلام ) : إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ، ما خلا البكاء على الحسين بن علي ( عليهما السلام ) فإنه فيه مأجور (1). وعن إبراهيم بن أبي محمود قال : قال الرضا ( عليه السلام ) : إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذلَّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء ، أورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء عليه يحطُّ الذنوب العظام (2). وعن الريّان بن شبيب قال : دخلت على الرضا ( عليه السلام ) في أوّل يوم من المحرَّم ، فقال لي : يا ابن شبيب! أصائم أنت ؟ فقلت : لا ، فقال : إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربَّه عزَّ وجلَّ فقال : « رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ » فاستجاب الله له ، وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلّي في المحراب أن الله يبشِّرك بيحيى ، فمن صام هذا اليوم ثمَّ دعا الله عزَّ وجلَّ استجاب الله له كما استجاب لزكريا ( عليه السلام ). ثمَّ قال : يا ابن شبيب! إن المحرَّم هو الشهر الذي كان أهل الجاهليّة فيما مضى يحرِّمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الأمّة حرمة شهرها ، ولا حرمة نبيِّها ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذرّيّته ، وسبوا نساءه ، وانتهبوا ثقله ، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً ، يا ابن شبيب! إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) فإنه ذبح كما يذبح الكبش ، وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ، ما لهم في الأرض شبيهون ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره ، فوجدوه قد قُتل ، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره ، وشعارهم : يا لثارات 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/291 ح 32 عن كامل الزيارات. 2 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/283 ح 17. (504) الحسين. يا ابن شبيب! لقد حدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه أنه لما قُتل جدّي الحسين أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر ، يا ابن شبيب! إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خدّيك غفر الله لك كلَّ ذنب أذنبته صغيراً كان أو كبيراً ، قليلا كان أو كثيراً. يا ابن شبيب! إن سرَّك أن تلقى الله عزَّ وجلَّ ولا ذنب عليك فزر الحسين ( عليه السلام ) ، يا ابن شبيب ، إن سرَّك أن تسكن الغرف المبنيَّة في الجنّة مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) فالعن قتلة الحسين! يا ابن شبيب إن سرَّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً ، يا ابن شبيب! إن سرَّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا ، وافرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا ، فلو أنّ رجلا تولَّى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة (1). ولله درّ الحجة المقدس العابد الزاهد الشيخ عبدالله بن معتوق التاروتي عليه الرحمة إذ يقول في وحدة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وغربته :
جاء في بعض زيارات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) : فهل المحن يا ساداتي إلاَّ التي لزمتكم ، والمصائب إلاَّ التي عمَّتكم ، والفجائع إلاَّ التي خصَّتكم ، والقوارع إلاَّ التي طرقتكم ، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسامكم ورحمة الله وبركاته ، بأبي وأمي يا آل المصطفى ، إنّا لا نملك إلاَّ أن نطوفَ حولَ مشاهِدكم ، ونُعزّي فيها أرواحَكم ، على هذه المصائب العظيمة الحالّة بفنائكم ، والرزايا الجليلة النازلة بساحتكم ، التي أثبتت في قلوب شيعتِكم القروح ، وأورثت أكبادَهم الجروح ، وزرعت في صدورِهم الغُصص ، فنحن نُشهِدُ الله أنّا قد شاركنا أولياءَكم وأنصارَكم المتقدِّمين ، في إراقة دماء الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقتلة أبي عبدالله سيِّد شباب أهل الجنة يوم كربلاء ، بالنيَّات والقلوب ، والتأسُّف على فوت تلك المواقف ، التي حضروا لنصرتكم ، والله وليّي يُبلِّغكم منّي السلام (2).
وَفَادِحَةً تُنْسَى لديها فَوَادِحُهْ بِزَنْدِ جَوَىً أَوْرَاهُ لِلْحَشْرِ قَادِحُهْ
روي عن ثابت بن أبي صفية ، قال : نظر علي بن الحسين سيِّد العابدين ـ صلَّى الله عليه ـ إلى عبيدالله بن عباس بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فاستعبر ، ثمَّ قال : ما من يوم أشدّ على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من يوم أحد ، قُتل فيه عمّه حمزة بن عبد 1 ـ رياض المدح والرثاء ، الشيخ حسين القديحي : 510. 2 ـ المزار ، محمد بن المشهدي : 299. (506) المطلب أسد الله وأسد رسوله ، وبعده يوم مؤتة ، قُتل فيه ابن عمِّه جعفر بن أبي طالب ، ثمَّ قال ( عليه السلام ) : ولا يوم كيوم الحسين صلى الله عليه ، ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل يزعمون أنهم من هذه الأمّة ، كلٌّ يتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ بدمه ، وهو بالله يذكِّرهم فلا يتعظون ، حتى قتلوه بغياً وظلماً وعدواناً (1). وعن عبدالله بن الفضل قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله! كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغمّ وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ واليوم الذي ماتت فيه فاطمة ( عليها السلام ) ؟ واليوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ واليوم الذي قتل فيه الحسن ( عليه السلام ) بالسمّ ؟ فقال : إن يوم قتل الحسين ( عليه السلام ) أعظم مصيبة من جميع سائر الأيام ، وذلك أن أصحاب الكساء الذين كانوا أكرم الخلق على الله كانوا خمسة ، فلما مضى عنهم النبيُّ بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فكان فيهم للناس عزاء وسلوة ، فلمَّا مضت فاطمة ( عليها السلام ) كان في أمير المؤمنين والحسن والحسين ( عليهم السلام ) للناس عزاء وسلوة ، فلمَّا مضى عنهم أمير المؤمنين كان للناس في الحسن والحسين ( عليهما السلام ) عزاء وسلوة ، فلمَّا مضى الحسن ( عليه السلام ) كان للناس في الحسين عزاء وسلوة. فلمَّا قتل الحسين صلى الله عليه لم يكن بقي من أصحاب الكساء أحد الناس فيه بعده عزاء وسلوة ، فكان ذهابه كذهاب جميعهم ، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم ، فلذلك صار يومه أعظم الأيام مصيبة. قال عبدالله بن الفضل الهاشمي : فقلت له : يا ابن رسول الله! فلِمَ لمْ يكن للناس في علي بن الحسين ( عليهما السلام ) عزاءٌ وسلوة ، مثلَ ما كان لهم في آبائه ( عليهم السلام ) ؟ فقال : بلى ، إن علي بن الحسين كان سيِّد العابدين ، وإماماً وحجَّة على الخلق بعد آبائه الماضين ، ولكنّه لم يلقَ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولم يسمع منه ، وكان علمه وراثة عن أبيه 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 22/274. (507) عن جدّه عن النبيِّ ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) قد شاهدهم الناس مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أحوال تتوالى ، فكانوا متى نظروا إلى أحد منهم تذكَّروا حاله من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) له وفيه : فلمَّا مضوا فَقدَ الناس مشاهدةَ الأكرمين على الله عزَّ وجلَّ ، ولم يكن في أحد منهم فَقدَ جَميعهِم إلاَّ في فَقدِ الحسين ( عليه السلام ) لأنّه مضى في آخرهم ، فلذلك صار يومه أعظمَ الأيامِ مصيبةً. قال عبدالله بن الفضل الهاشمي : فقلت له : يا ابن رسول الله! فكيف سمَّت العامة يوم عاشوراء يوم بركة ؟ فبكى ( عليه السلام ) ثمَّ قال : لما قُتل الحسين ( عليه السلام ) تقرَّب الناس بالشام إلى يزيد ، فوضعوا له الأخبار ، وأخذوا عليها الجوائز من الأموال ، فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم ، وأنّه يوم بركة ، ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن ، إلى الفرح والسرور والتبرُّك والاستعداد فيه ، حكم الله بيننا وبينهم (1). ولله درّ السيد محمد حسين القزويني عليه الرحمة إذ يقول :
ولكنْ شَجَتْني وَقْعَةُ الطفِّ فَانْبَرَى فَيَا وَقْعَةَ الطَّفِّ التي بمُصابِها لَسَوَّدْتِ وَجْهَ الدَّهْرِ خِزْياً وَإِنَّما مَلأْتِ بها صَدْرَ الْفَضَاءِ مرنَّةً مُصَابٌ أَصَابَ المصطفى منه فَادِحٌ
لَهَا بالحَشَى وَجْدٌ يَضِيْقُ به الصَّدْرُ تَزَلْزَلَ رُكْنُ الدِّيْنِ وَاعْتَصَمَ الكُفْرُ أَتَيْتِ بمالَمْ يَأْتِ في مِثْلِهِ الدَّهْرُ فَأَصْبَحَتِ الدُّنْيا وفي سَمْعِها وَقْرُ بَكَتْ حَزَناً مِنْ رُزْئِهِ فَاطِمُ الطُّهْرُ (2)
وعن عمر بن بشر الهمداني قال : قلت لأبي إسحاق : متى ذلَّ الناس ؟ قال : 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/269. 2 ـ مثير الأحزان ، الجواهري : 114. (508) حين قتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وادّعي زياد ، وقُتلَ حجرُ بن عدي (1). وعن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما من شهيد إلاَّ وهو يحبُّ لو أن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) حيٌّ حتى يدخلون الجنة معه (2). روى البلاذري قال : لمّا قتل الحسين ( عليه السلام ) كتب عبدالله بن عمر إلى يزيد بن معاوية : أمَّا بعد ، فقد عظمت الرزيَّة ، وجلَّت المصيبة ، وحدث في الإسلام حدث عظيم ، ولا يوم كيوم الحسين ، فكتب إليه يزيد : أمَّا بعد يا أحمق ، فإننا جئنا إلى بيوت منجَّدة ، وفرش ممهَّدة ، ووسائد منضَّدة ، فقاتلنا عنها ، فإن يكن الحقّ لنا فعن حقَّنا قاتلنا ، وإن كان الحقّ لغيرنا فأبوك أولُ من سنَّ هذا ، وابتزَّ واستأثر بالحق على أهله (3). وهو ( عليه السلام ) قتيل العبرة ، فهو عبرة كلّ مؤمن ومؤمنة ، روي عن ابن خارجة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال الحسين بن علي : أنا قتيل العبرة ، قتلت مكروباً ، وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب قط إلاَّ ردَّه الله أو أقلبه إلى أهله مسروراً (4). وعن أبي يحيى الحذَّاء ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : نظر أمير المؤمنين إلى الحسين ( عليهما السلام ) فقال : يا عبرة كل مؤمن ، فقال : أنا يا أبتاه ؟ فقال : نعم يا بنيَّ (5) ، وعن أبي بصير ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أبو عبدالله الحسين بن علي ( عليهما السلام ) : أنا قتيل العبرة ، لا يذكرني مؤمن إلاَّ استعبر (6). وعن الحسن بن أبي فاختة قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إني أذكر الحسين 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/271. 2 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/298. 3 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 45/328. 4 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/279. 5 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/280 6 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/284. (509) ابن علي ( عليهما السلام ) فأيَّ شيء أقول إذا ذكرته ؟ فقال : قل : صلَّى الله عليك يا أبا عبدالله ، تكرِّرها ثلاثاً.. (1). وعن داود الرِّقّي قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) إذا استسقى الماء ، فلمَّا شربه رأيته قد استعبر ، واغرورقت عيناه بدموعه ، ثمَّ قال لي : يا داود! لعن الله قاتل الحسين ( عليه السلام ) ، فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين ولعن قاتله إلاَّ كتب الله له مائة ألف حسنة ، وحطَّ عنه مائة ألف سيئة ، ورفع له مائة ألف درجة ، وكأنما أعتق مائة ألف نسمة ، وحشره الله يوم القيامة ثلج الفؤاد (2). عظَّم الله أجوركم أيُّها المؤمنون ، وأحسن الله لكم العزاء في مصيبة إمامنا الحسين ( عليه السلام ) التي تتفطَّر لها القلوب ، وتتصدع لها النفوس ، قال ابن الدمشقي ـ في فظاعة مقتل الحسين ( عليه السلام ) ومصيبته ـ : وبالجملة والتفصيل فما وقع في الإسلام قضيةٌ أفظعَ منها ، وهي ما ينبو الأسماع عنها ، وتتفطَّرُ القلوبُ عند ذكرِها حُزناً وأسىً وتأسُّفاً ، وتنهلُّ لها المدامع ، كالسحب الهوامع ، هذا والعهد بالنبيِّ قريب ، وروض الإيمان خصيب ، وغصن دوحته غضّ جديد ، وظلُّه وافرٌ مديد ، ولكنَّ الله يفعل ما يريد. وما أظن أن من استحلَّ ذلك ، وسلك مع أهل النبيِّ ( صلى الله عليه وآله ) هذه المسالك ، شمَّ ريحة الإسلام ، ولا آمن بمحمَّد عليه وآله الصلاة والسلام ، ولا خالطَ الإيمانُ بشاشةَ قلبه ، ولا آمن طرفَة عين بربِّه ، والقيامة تجمعهم ، وإلى ربِّهم مرجعهُم.
ستعلمُ ليلى أيَّ دَيْن تَدَايَنَتْ
وأيَّ غريم للقاضي غَرِيمُها
ولقد قرأ قارىءٌ بين يدي الشيخ العالم العلاّمة أبي الوفاء علي بن عقيل رحمه الله قوله تعالى : « وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ » (3) 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/301. 2 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/304. 3 ـ سورة سباء ، الآية : 20. (510) فبكى وقال : سبحان الله! غاية ما كان طَمَعُه فيما قال : « فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الاَْنْعَامِ » (1) جاوزوا والله الحدَّ الذي طمع فيه!!
ضَحَّوا بأَشْمَطَ عُنْوَانُ السُّجُودِ به
يُقَطِّعُ الليلَ تسبيحاً وَقُرْآنا
إي والله ، عمدوا إلى علي بن أبي طالب بين صفّيه فقتلوه ، ثمَّ قتلوا ابنه الحسين ابن فاطمة الزهراء ، وأهل بيته الطيِّبين الطاهرين بعد أن منعوهم الماء! هذا والعهد بنبيِّهم قريب ، وهم القرن الذي رأوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ورأوه ( صلى الله عليه وآله ) يقبِّل فمه ، ويرشف ثناياه ، فنكتوا على فمه وثناياه بالقضيب!! تذكَّروا والله أحقاد يوم بدر وما كان فيه!. وأين هذا من مطمع الشيطان ، وغاية أمله بتبكيت آذان الأنعام ؟ هذا مع قرب العهد ، وسماع كلام ربّ الأرباب : « قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى » (2) ستروا والله عقائدهم في عصره مخافة السيف ، فلمَّا صار الأمر إليهم كشفوا عن قناع البغي والحيف « سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ » (3)(4). وقال القلقشندي في صبح الأعشى : ويعدُّون ـ أي الشيعة ـ من العظائم فعل شمر بن ذي الجوشن ، وهو الذي احتزَّ رأس الحسين ( عليه السلام ) ، وأنّ من ساعده على ذلك مرتكب أعظمَ محظورات بأشدّ بلية ، وحقيقٌ ذلك أن يستعظموه ، فأيُّ جريمة أعظم من قتل سبط رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (5). قال دعبل بن علي الخزاعي ـ يحثُ صاحب المصيبة على التسلّي بمصائب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) وما جرى عليهم : 1 ـ سورة النساء ، الآية : 119. 2 ـ سورة الشورى ، الآية : 23. 3 ـ سورة الأنعام ، الآية : 139. 4 ـ جواهر المطالب ، ابن الدمشقي : 2/311 ـ 313. 5 ـ صبح الأعشى : 13/234.