البُلبِلُ الصَّامِت !
:::::::::::::::::::::::
في غابَةٍ يَحكُمُها سَيِّدُ الطُّيُورِ ( النَّسرُ ) ، وَ كانَ ظالِمًا ، قَليلَ الحِكمة ، فاسِدَ الحُكم ، مَعدُومَ الذَّوقِ ،يَحكُمُ مَملَكَةَ الطُّيُورِ بِالرِّشوَةِ ، حَتَّى أَنَّهُ عَيَّنَ ( الغُرابَ ) بِوَظيفَةِ ( مُطرِبَ الغابَة) ؛ لِأَنَّهُ قَدَّمَ لَهُ رِشوَةً سَمينَةً باهِظَةَ الثًَمَنِ ، فَراحَ ذلكَ ( الغُرابُ ) يُسَجِّلُ نَعِيقَهُ في إِسطواناتٍ ، وَ يَبُثُّها عَبرَ الأَثيرِ في أرجاء الغابَةِ ، بِصوتٍ عالٍ يَثقُبُ طَبلَةَ الأُذُنِ ؛ مِمَّا تَسَبَّبَ بِانزِعاجِ الجَميعِ ما عدا الغِربانَ وَ بَعضَ الطًُيُورِ المُنافِقَةِ الَّتي راحَتْ تُبدي إعجابّا كاذِبًا بِنَعيقِ الغُرابِ وَ تُصَفِّقُ لَهُ تَصفِيقًا زائِفًا ! ، وَ كَفَّتِ البَلابِلُ عَن التَّغريدِ ؛ احتِجاجًا على سُلُوكِ ذلكَ الغُرابِ المُستَفِزِّ الصَّفِيقِ ، وَ حينَ سُئِلُ مُطرِبُ البَلابِلِ :
___ لِماذا تَوَقَّفتَ عَنِ الغِناءِ ؟!
أجابَ _ مُنشِدًا _ :
غُرابٌ يُغَنِّي ! ، وَ كَم هَلَّلُوا
لَهُ زَمَّرُوا وَ لَهُ طَبَّلُوا !
إِذا ما الغُرابُ غَدَا شَادِيًا
فَلا بُدَّ أَنْ يَصمُتَ البُلبُلُ !!
.................
* من تأليفي الخالِص نَثرًا وَ شِعرًا./ أخوكم : د. فارس الحسيني.